حبوب اللقاح
Bee Pollen
الوصف العام:
تتألَّف حبوبُ اللقاح من غبار الطَّلع، وهي خلايا ذكرية في الأزهار تقوم النحلة بجمعها، ثم إضافة إنزيمات وقليل من العسل؛ كي تكون غذاء ليرقات النحل.
وهناك تعاوُن طبيعي وثيق بين الزهرة والنحلة، فالزهرة بحاجة... للنحلة؛ كي تنقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأُنثَوِيَّة؛ لتكتمل حلقة التكاثر الطبيعي للنبات، وكذلك تستفيد النحلة من هذه الحبوب؛ كي تضيف إليها ما يلزم لنمو صغار النحل الجديدة.
وتُعَدُّ حبوبُ اللقاح التي يَجمعها النحل أفضلَ من تلك التي يُمكن جمعها مباشرة من الأزهار؛ حيث يقوم النحل باختيار أفضل الحبوب من ضمن ملايين الحبوب المتوافرة له، التي تكون عادة إحدى نوعين: نوع يسمى أنيموفيل (anemophile)، والتي يبتعد عنها النحل ولا يجمعها، ولها دور في تهيُّج الحساسية، والنوع الثاني هو إنتيموفيل (entomophile)، والتي يُحبها النحل ويَجمعها، وفيها فوائد غذائية كبيرة، ولها دور في علاج حساسية الربيع وغيرها من حساسية الجهاز التنفسي، فتقوم النحلة بمزج هذه الحبوب بمادة لزجة تُفرزها من معدتها؛ لكي تلصقَ هذه الحبوب في منطقة خاصَّة في رجلي النحل، تسمى: "سلة حبوب اللقاح".
لقد أطلق على حبوب اللقاح اسم "الغذاء المعجزة"؛ حيث تحتوي على (35%) بروتين، وهذه الكمية أكبر مما هو موجود في اللحم والبيض والحليب؛ يقول الباحثون: إنَّ تناول (35) غم من حبوب اللقاح تكفي حاجة الإنسان من البروتين لذلك اليوم.
كما تَحتوي على (55%) كربوهيدرات، و(2%) أحماضًا دهنية، و(3%) معادن وفيتامينات، وهي غنية بمجموعة فيتامين (B) المركب، وفيتامينات (A) و(C) و(D) و(E)، وبيتاكاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين (A)، وهذه الكمية في حبوب اللقاح تصل إلى (20) ضعفًا، كتلك الموجودة في ذات الوزن من الجزر، وتحتوي أيضًا على كَمِّيَّات بسيطة من فيتامين (B12)، وفيتامين (B5)، وأملاح معدنية: (الكالسيوم، والنحاس، والحديد، والفوسفور، والمنجنيز، والبوتاسيوم، والسيليكون، والزنك، وسيليفيوم)، كما تحتوي حبوب اللقاح على (59) معدنًا نادرًا متوافرًا بطريقة تسهل امتصاصها من الأمعاء.
كما تحتوي حبوب اللقاح على مواد لها دور في النمو عند الأطفال مثل:
Lecithin, amines, nuclein, guanine, xanthine. Hypoxantine, vernine waxes gums, resins, hydrocarbons (0, 57%), sterols (0.6%), polypeptides, DNA, ribose, desoxyribos, hexuronic acid, vegetable oils (5% aberage) and various growth factors.
وأيضًا تحتوي على كمية جيدة من الإنزيمات التي تساعد في عمليات الهضم، منها:
Amylase, catalase, cozymase cytochrome, dehydrogenase, diapharase, diastaxse, lactic, pectase and phosphatase.
وإن مزيجًا من حبوب اللقاح الطازجة بوزن واحد غرام تحتوي على (500 - 1000) ميكروغرام من الإنزيم كوزيميز (cozymase)، التي تشبه الكَمِّية الموجودة في الخميرة.
وتُعَدُّ حبوبُ اللقاح من أقدم المكملات الغذائية؛ حيثُ استخدمت كمقوٍّ عام للصحة، ومجدد للطاقة والعافية، وقد استُخدم من قبل الأطباء في الحضارة الفرعونيَّة والصينية القديمة، وسمي بأسماء مختلفة؛ مثل (ينبوع الحياة) و(طعام الآلهة)، كما استخدمه (أبقراط) لعلاج العديد من الأمراض قبل (2500) سنة.
تتفاوت ألوانُ وأحجام حبوب اللقاح بحسب مكوناتِها، فكلما كانت كمية المعادن فيها أكثر، كان لونها أدكن، ويصبح لونُها أفتح إن كانت نسبة الرطوبة فيها أكثر، وكلما تعرضت للشمس أكثر، أصبح لونُها أفتح، أما حجم الحبوب فيتراوح ما بين (2 - 5) ملمتر.
أما رائحة الحبوب، فتعتمد على أصلِ الحبوب، ومن أي نبات كان، وكلما كانت الرائحة أقوى، كانت الحبوب طازَجَة بطريقة أفضل، وعادة ما تكون الرائحة طيبة ودائمة.
أمَّا طعم الحبوب، فيُمكن أن يكون واحدًا من أنواع الطعم التالية:
1 - الطعم الحامضي: وهذا يعني أن أصلَ الحبوب من نباتات دوار الشمس، أو الأشجار العملاقة التي تنمو في التربة الحمضية، مثل: أشجار الصنوبر والقيقب، وكذلك نبات الهدال.
2 - الطعم الحلو: ويكون أصل الحبوب من أشجار الفواكه، مثل: الليمون، والبرتقال والجريب فروت، وغيرها من أشجار الحمضيات.
3 - الطعم المر: ويكون أصل الحبوب من نباتات الفصيلة الصليبية، مثل: الملفوف والخردل والفجل، واللفت، وغيرها.
4 - الطعم المالح: وهذا ليس له دلالة معينة.
تعمل حبوب اللقاح على حماية غدة البروستاتا، وحفز إنتاج التستوستيرون، كما أنَّ لها بعض الآثار المفيدة في العلاج الإشعاعي، وقد كانت هناك إشارة إلى أنَّ حبوب اللقاح تَملك آثارًا إيجابية في علاج التهاب المفاصل الرُّوماتيزمي، واضطرابات الكبد، والمرارة والمعدة والأمعاء، كما أنها تملك أثرًا جيدًا في علاج حمى القش، أو حساسية الربيع.
لقد أظهرت الدِّراسات الفرنسية أنَّ حبوبَ اللقاح تَحتوي على مضادات حيوية طبيعية، مع مواد حافزة للنمو إنِ استخدمت لفترة طويلة (6 أشهر)، كما أنَّ تناول حبوب اللقاح بشكل دوري يُمكن أنْ يُحقق الفوائد التالية:
1 - تعويض أي نقص في الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية في الجسم، وبخاصة أثناء الحمل والرَّضاعة، ولمن يبذلون مجهودًا عضليًّا وفكريًّا شديدًا.
2 - يعطي نشاطًا جسديًّا وعقليًّا بشكل أفضل.
3 - يزيد قوة تَحمُّل الجسم للضغط النفسي.
4 - يساعد الجسم في الوقاية من الأمراض المختلفة.
5 - يوفر البنية التحتية اللازمة للمحافظة على الجلد والشعر والعضلات، والغدد والأعضاء الرئيسة في الجسم.
6 - يساعد على تنظيم الهضم ومكافحة الإمساك والإسهال واضطرابات الأمعاء، كما يساعد في التخلُّص من البكتيريا الضارة في الأمعاء، ويحفز نُمو البكتيريا النافعة فيها.
7 - يساعد في تنظيم عمليات الأَيْضِ، مما يعطي أثرًا متوازنًا في حدوث التنحيف لدى أهل السمنة، أو زيادة في الوزن لدى أهل النحافة، كما يساعد في تخفيض الضغط المرتفع، ويعادل الأثر التدميري للعديد من المواد السامة في الجسم والتلوُّث البيئي، والأدوية الكيماوية والمضافات الغذائية؛ لذا فهو يساعد في صيانة الصحة بشكل عام.
8 - تحتوي حبوبُ اللقاح على مادة الرُّوتين (Rutin)، وهي عبارة عن جثوكوسيد يوفر قوة أفضل لجدران الشعيرات الدَّموية في الجسم بشكل عام؛ مِمَّا يحمي الشعيرات من الأثر التدميري للأشعة السينية ومشاكل الحساسية، وأغنى أنواع حبوب اللقاح بمادة الروتين هي المأخوذة من الحنطة السَّوداء (buckwheat)، كما ينفع الرُّوتين لتقوية القدرات العقلية، وكذلك في حالات جلطة الدماغ والقلب، وهو خافض للضغط ومدرٌّ خفيف للبول، كما يقوم بإصلاح هشاشة الشعيرات الدَّموية خلال الولادة، ويَمنع حدوث نزف الدماغ لدى الوليد، لقد تحسَّنت مقاومة الشعيرات الدموية لدى الحوامل بنسبة (60%) عندما تناولن الرُّوتين لمدة عشرة أيام فقط.
9 - ينصح بإعطاء حبوب اللقاح للأطفال الذين يعانون من فقر الدم ومرض الكساح؛ حيث يقوم بزيادة خضاب الدم، وتقوية العظام، وتحسين قدرات الدماغ، سواء استخدِم وحْدَه، أم مع العلاجات الأخرى.
أظهرت العديد من الدِّراسات أنَّ حبوب اللقاح تَحتوي على موادَّ لها تأثير المضادات الحيوية التي تعمل ضد البكتيريا، بما في ذلك البكتيريا العضوية القولونية وأنواع مُعينة من السالمونيلا.
ويتمتَّع اللقاح بمزايا خاصَّة في علاج بعضِ الحالات المرضية، نذكر منها:
♦ الحساسية وحمى القش: استُخدمت مستخلصات حبوب اللقاح التي تؤخذ عن طريق الفم في مُقاومة الحساسية ضِدَّ بعضِ أنواع النبات، ففي إحدى دراسات التعمية المزدوجة التي أجريت على مرض حساسية اللقاح العشبي - طُلِبَ من المرضى وضع نقط من مستخلص اللقاح العشبي السائل تحت اللسان يوميًّا، مع زيادة الجرعة تدريجيًّا، وبعد ثلاثة أسابيع شرع المرضى في تناوُل حبوب اللقاح مرتين أسبوعيًّا، كإجراء وقائي، وفي فصل الحساسية التالي تحسنت لديهم أعراضُ حمى القش الحادة بدرجة ملحوظة عن المرضى الذين تناولوا البلاسبو.
♦ تضخم البروستاتا الحميد والتهاب البروستاتا: في إحدى الدراسات وَجَد (40%) من الرجال المصابين بتضخم حميد في البروستاتا غير مضاعف بحصوات في البروستاتا، أو ضيق في مجرى البول - رَاحَةً تامَّة بعد شهر من العلاج بتناول حبوب اللقاح المسحوقة إلى جسيمات لا يزيد قطرُ كل منها على بضعة ميكرونات، كما شعر (40%) منهم براحة جزئية، ويبدو أنَّ اللقاح يعمل من خلال الحد من إنتاج الإنزيمات اللاَّزمة لحدوث الالتهاب، وهو لا يؤثر في إنتاج الجسم، أو استخدامه للتستوستيرون.
وقد وجد أنَّ المستخلص المعد من أنواع متعددة من حبوب لقاح الجاودار يَملك خصائص مضادة للالتهاب، ويعملُ على إرخاء العضلات المحيطة بمجرى البول، وتثبيط نمو خلايا البروستاتا، كما وجد أنَّ مستخلص لقاح الجاودار يحسن من أعراض التهاب البروستاتا المزمن، وذلك من خلال عدة دراسات أجريت في هذا الصدد، شملت تجربة اعتمدت على تناول ثلاثة أقراص يوميًّا عملت على الحد من الأعراض لدى (78%) من مرضى التهاب البروستاتا غير المضاعف مُقابل شخص واحد فقط من بين (18) شخصًا ظهرت عليهم بعض المضاعفات، مثل: تقيُّح الأنسجة والتكلس (ترسُّب أملاح الكالسيوم في الأنسجة العضوية).
♦ السرطان: تحمي حبوب اللقاح الكبد من نفاد مخزونه من المواد المضادة للأكسدة، التي تعمل على مقاومة الجذور الحرة التي تتلف الأنسجة السليمة في أثناء تلقي العلاج الإشعاعي.
احتياطات الاستخدام:
أظهرت التقارير أن هناك العديدَ من الأشخاص مصابون بحساسية ضد استنشاق حبوب اللقاح، كما أنَّ تناول حبوب اللقاح يُمكن أن يصيب بعض الناس بتفاعلات الحساسية، مثل الإصابة بالرَّبو، أو الشرى، أو الصَّدمة التحسسية؛ لذا على من يُعاني حساسيةً للسعِ النحل، أو حساسية الربيع - أنْ يتعاطى حبوبَ اللقاح بكمية بسيطة في البداية